الجمعة، 11 سبتمبر 2020

تفشي البطالة والفقر من أسوأ تداعيات كورونا والإغلاق في ظل الانهيار الاقتصادي في قطاع غزة

(م. ح)، (37 عاماً)، صاحب مطعم مأكولات ومشاوي، وهو من سكان محافظة دير البلح، وحول فقدان مصدر دخله هو والعمال والخسائر التي تكبدها يقول:

افتتحت المطعم عام 2014، وهو مطعم يقدم شاورما والمشاوي بأشكالها، ويستقبل الجمهور داخل المطعم، ويخدم المحافظة الوسطى، ولنا بحمد الله سمعة جيدة وعلينا إقبال جيد من الناس لأننا نعمل بأمانة وإخلاص ونلتزم بصرامة في الضوابط الصحية، ويعمل في مطعمي 12 شخصاً يعيلون أنفسهم وأسرهم، ويقدر عدد الأفراد المستفيدين والمعالين من المطعم حوالي 50 فرداً من بينهم أطفال ونساء.

مساء يوم الاثنين الموافق 24/08/2020، أُبلغنا بقرار وزارة الداخلية والأمن الوطني إغلاق كافة المطاعم والمحال التجارية وفرض حظر التجوال وهو قرار كان مفاجئاً، وعلى إثر اكتشاف حالات مصابة بفايروس كورونا داخل القطاع، وبالتحديد في مخيم المغازي. قررت الالتزام بالإغلاق وأبلغت العاملين بتوقف عمل المطعم، حفاظاً على صحتهم وصحة المجتمع والتزاماً بقرار وزارة الداخلية. وتسبب إغلاق المطعم في خسائر كبيرة، لأن الاغلاق كان مفاجئاً وغير متوقع، بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي، ما أدى إلى فساد كمية كبيرة من المواد الغذائية الموجودة في المطعم وخاصة كمية كبيرة من اللحوم تقدر بآلاف الشواقل. هذا إلى جانب الخسائر المتعلقة بأجرة المحل، والرسوم المفروضة من البلدية وغيرها من المصروفات المستحقة. ومع استمرار الإغلاق، وحتى لا تتراكم عليَّ الديون، أبلغت العاملين في المطعم جميعهم بقرار تسريحهم، ما يعني فقدان حوالي 12 أسرة مصدر دخلهم اليومي والوحيد. وضعت خطة للعودة وافتتاح المطعم بعد تخفيف الإجراءات والسماح بعودة عملنا، بحيث أتولى أنا وأسرتي إدارة المطعم وتشغيله وعدم الاستعانة بأيدي عاملة للحد من حجم الخسائر التي منيت بها. ومساء السبت الموافق 5/9/2020، صرحت الداخلية بتخفيف الإجراءات على منطقة دير البلح، وحددت ساعات الحركة من الساعة 07:00 صباحاُ حتى الساعة 20:00 مساءً، ولكن هذا التخفيف لا يحل مشكلة أصحاب المطاعم، لأن ذروة عملنا هي في ساعات المساء وحتى ساعات متأخرة من الليل.

وبحسب المواعيد التي حددتها وزارة الداخلية قد نضطر إلى الإغلاق بشكل كامل حتى تنتهي الأزمة وتلغى القيود على الحركة، وحتى ذلك الوقت، فأنا أنفق حالياً من المال الذي كنت قد ادخرته لسداد التزاماتي تجاه الموردين، ولا أعلم بعد فترة وبعد نفاذ ذلك المال وهو بالمناسبة ليس كثير، كيف سأتدبر أمري، لقد أصبحت في وضع نفسي سيء للغاية، فأنا لا أفكر في أسرتي ومصاريفها فقط، بل أفكر في العمال وأسرهم الذين سرحتهم كيف سيتدبرون أمورهم في المستقبل، ولكل واحد منهم حكاية حول وضعه المالي والأسري الصعب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق