A 25-year-old woman who underwent a kidney transplant spoke to Al Mezan about the struggle of accessing immunosuppressive drugs under lockdown:
A 25-year-old woman who underwent a kidney transplant spoke to Al Mezan about the struggle of accessing immunosuppressive drugs under lockdown:
(ن، م) يبلغ من العمر (46 عاماً)، يعمل حارس أمن، لديه من الأبناء 6، ويعيل والديه، يتحدث حول أوضاعه المعيشية وبالأخص بعد انتشار فايروس كورونا في غزة. يقول بصوت في حشرجة، بالكاد أستطيع توفير المتطلبات اليومية لأسرتي، من راتبي الذي أتقاضاه كل 40 يوم تقريباً، ولا يتجاوز 1000 شيكل. يواصل أنا إنسان بسيط، أسكن في محافظة شمال غزة، وأعمل حارساً على إحدى المقار الحكومية في مدينة غزة، إبني الكبير في الجامعة، وزوجتي مريضة، وتعاني من فقدان البصر في إحدى عينيها، والعين الأخرى لا ترى فيها بشكل جيد، وتحتاج يومياً لمراهم ومسيلات دم كنت أصرفها من عيادة وكالة الغوث، وفي بعض الأحيان من عيادة الحكومة، وفي أحيان أخرى كنت أشتريها على حسابي الخاص. تعيش معي والدتي وتبلغ من العمر (82 عاماً)، وتعاني من أمراض ضغط الدم، والسكر، والكلى، وتحتاج بشكل يومي لأدويتها، التي أشتري جزءاً منها في بعض الأحيان على حسابي.
الناس تنظر لي كموظف يتقاضى راتباً، ولكن في الحقيقة أنا بالكاد أستطيع العيش، لقد جعلت ابني الكبير يوقف فصله الدراسي لأني لا أملك المال لتسديد الرسوم الجامعية، أشتري الأدوية الأرخص لوالدتي وزوجتي، لا نتناول اللحوم إلا مرة شهرياً، لا يستقل أولادي سيارات الأجرة عندما يخرجون بل يسيرون على أقدامهم لكي نوفر ثمن المواصلات. ولاتستطيع زوجتي أن تخبز في المنزل لأنها بسبب ضعف بصرها، وفي الوقت نفسه لا أستطيع شراء الخبز من المخبز، فأقوم أنا بإعداد الخبز في المنزل، نشرب في المنزل من المياه التي تصل من البلدية، ولا أشتري المياه المفلترة. أسلك طريقاً طويلة عند العودة لمنزلي حتى لا يراني صاحب الدكان، الذي تراكمت ديوني عنده حتى وصلت (4000) شيقل. بعد إعلان تفشي جائحة كورونا في غزة، ومنعت على إثره الحركة في القطاع، ازدادت الأمور سوءاً، أنا أذهب يومياً إلى عملي وأرجع إلى منزلي سيراً على الأقدام، أسير مسافة 16 كيلو متر تقريباً من مكان عملي في مدينة غزة إلى مسكني في الشمال. واليوم في ظل الإغلاق أنا مجبر على شراء العلاجات الطبية كافة لزوجتي ولأمي على حسابي. لا أستطيع شراء المياه المفلترة والتي تلزم للحفاظ على الصحة والنظافة في ظل تفشي كورونا، لا نأكل هذه الأيام سوى الخبز وقليل من الزعتر بدون زيت. منذ يومين اتصلت بي أختي، التي تعاني من وضع معيشي صعب، تريد أن تستدين مني مبلغ 20 شيكل، لم تكن معي، وقلت لها والله لا أملكها، ولا يوجد في المنزل سوى 4 شواقل. أنهيت مكالمتها وجلست بعدها أبكي وحدي في غرفتي، اضطررت إلى بيع جهازي الخلوي لأستطيع تدبر أمور، وأخذت بدلاً عنه جهاز زوجتي، وهو الآن أيضاً معروض للبيع، ولا يوجد شيء آخر أبيعه بعدها. لا أعرف إلى متى سيستمر هذا الحال، ولكني أتمنى الموت كل يوم.
وتزداد الخطورة في ظل تفشي الجائحة التي تطال بصورة أساسية أصحاب الأمراض المختلفة والذين يعانون من نقص في المناعة، وحالة الطفل (ع.ع)، كحالة آلاف الأطفال المرضى ممن يحتاجون للعلاج، ولم يستطيعوا الحصول عليه نظراً إلى مشكلة نقص الأدوية المزمنة في قطاع غزة والتي تفاقمت مع انتشار الجائحة وما فرضته من تداعيات، ما يعرض مئات الأطفال لخطرحقيقي.
“I live with 10 family members, five of them are children, in a three-storey building near Baitona association in Al Twam area, west of Jabaliya in North Gaza district. Since, Tuesday, 18 August 2020, the availability of electricity has declined from eight hours per day to only four hours. Since then, our suffering has exacerbated, mainly because of the hot summer weather. Following the Palestinian Ministry of Health’s announcement on Monday, 24 August 2020, of the first cases of COVID-19 infections outside the quarantine designated locations, the security services have imposed a full lockdown on the Gaza Strip. My children are neither able to play outside nor able to pass the time comfortably at home.
Our life now is like living in a grave, get out due to the lockdown and can’t stay in due heat. Additionally, the electricity crisis has created severe water shortages; the municipal water is only available for one to three hours per day, which mostly coincide with power outages therefore it’s impossible to pump up to the roof where water tanks are placed. We cannot bathe, wash the dishes, do the laundry or clean the house due to the lack of water. The current COVID-19 restrictions are putting heavier burden on our shoulders as it requires additional hygiene measures that are too difficult to maintain without water. The foul odor from bathrooms and the poor hygiene capacities in such a weather are unbearable. On top of all this, we have to stay at our homes to avoid contracting the virus. We sometimes resort to using drinking water in cleaning but it’s very costly. I fear this situation lasting for long as we have already postponed household cleaning chores and the dirty laundry is piling up.”
وحول كبار السن أصحاب الأمراض المزمنة، يتحدث المواطن (س. ن)، ويبلغ من العمر (40 عاماً) حول معاناتهم: أسكن في مخيم المغازي في المحافظة الوسطى، في مساء يوم الاثنين الموافق 24/08/2020، بعد أن أعلنت وزارة الصحة عن اكتشاف حالات مصابة بفيروس كورونا من مخيم المغازي، أغلقت وزارة الداخلية منافذ مخيم المغازي وفرضت حظر التجول. وإثر ذلك أغلقت المحلات والأسواق بما في ذلك المؤسسات الرسمية والدولية، وأُغلقت عيادة المغازي التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين. وتزامن الإغلاق مع مواعيد صرف الأدوية الخاصة بذوي الأمراض المزمنة، حيث أن والدي ويبلغ من العمر (71عاماً) يعاني من مرض ضغط الدم المزمن، ووالدتي وتبلغ من العمر(65 عاماً)، تعاني من مرض ضغط الدم والسكري، وهم مرضى منذ 15 عاماً ولديهم ملفات وسجلات مرضية في وكالة الغوث-عيادة المغازي، ويتلقون العلاج بشكل شهري من العيادة ولم نحصل على الأدوية. بدأت أشعر بالقلق على والداي، خاصة وأن التجول ممنوع، وحتى إن استطعت الوصول إلى إحدى الصيديليات، فأنا لا أمتلك المال لشراء الدواء، فوضعنا المالي صعب للغاية، وحاولت الاتصال عدة مرات على خط الطوارئ الساخن لمتابعة استفسارات المواطنين وتبليغ وزارة الصحة بحاجتنا، ولكن كان خط الهاتف دائماً مشغول، وأنا أطالب الجميع من هيآت حكومية ووكالة الغوث والمؤسسات الدولية الأخرى التدخل العاجل بتوفير العلاج لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة دون تأخير للحفاظ على حياتهم.
وحول مريض آخر من مرضى الكلى، تحدث المواطن (ع. ض)، (32 عاماً)، لباحث المركز: أعيش في أسرة مكونة من 11 فرداً ولا أعمل بسبب وضعي الصحي، حيث أعاني منذ عام 2010، من الفشل الكلوي، بتاريخ 5/5/2018، أجريت أول عملية غسيل كلى لي داخل مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة. ومنذ ذلك التاريخ بدأ وضعي الصحي يزداد سوءاً، مما اضطر الأطباء إلي تكثيف عمليات الغسيل التي كانت تصل إلى 4 مرات في الأسبوع الواحد. وبسبب فرض الحظر والإغلاق بعد الإعلان عن اكتشاف حالات مصابة بفايروس كورونا داخل المجتمع في قطاع غزة وفرض حظر التجوال، أعلنت وزارة الصحة عن تأمين سيارات إسعاف لنقل مرضى الكلى من منازلهم إلى المستشفيات، مما دفعني للتواصل مع وزارة الصحة والعديد من مراكز الخدمات الإسعافية ولكن دون جدوى، ما اضطرني إلى الذهاب إلى المستشفى من حي الشجاعية شرقاً إلى مستشفى الشفاء غرباً سيراً على الأقدام يوم الأربعاء الموافق 26/8/2020، لتلقي العلاج. كنت لا أقوى على المشي، وشعرت بأنني سأسقط على الأرض، وفي اليوم التالي قام فاعل خير بإيصالي لتلقي العلاج، ولا أعرف كيف سأذهب لتلقي العلاج خلال الأيام القادمة خاصة وأن المشي أثر على صحتي، وأنا أنتظر الآن حلاً لمشكلتي التي قد أخسر بسببها حياتي.
وحول نقص إمدادات الكهرباء والمياه، يقول المواطن (إ. ت) (25 عاماً): أسكن مع أسرتي المكونة من 10 أفراد، من بينهم 5 أطفال، في منزل مكون من ثلاثة طوابق بالقرب من جمعية بيتنا في منطقة التوام غرب جباليا في محافظة شمال غزة. منذ صباح يوم الثلاثاء الموافق 18/8/2020، تقلّصت عدد ساعات وصل الكهرباء من جدول (8 ساعات وصل - 8 ساعات قطع) إلى جدول(4 ساعات وصل- 16 ساعة قطع)، ما فاقم من معاناة أفراد الأسرة، لاسيما في ظل فصل الصيف الحار. وكانت الأجواء سابقاً وفي ظل جدول 8 ساعات لا تطاق خاصة ونحن في فصل الصيف، وكيف وهي الآن 4 ساعات وأقل، مقابل 16 ساعة قطع، وبعد أن أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عبر مؤتمر صحفي مساء يوم الاثنين الموافق 24/8/2020، عن تفعيل خطة الطوارئ الخاصة بمكافحة جائحة كورونا بعد اكتشاف حالات إصابة بالفايروس خارج الحجر الصحي في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، وأعلنت الأجهزة الأمنية عن فرض حظر التجوّل على سكان قطاع غزة، ومنعت السكان والمركبات من التنقل بين المحافظات. تفاقمت مشاكلنا، بحيث يطلب الأطفال دائماً النزول إلى الشارع وأنا لا أسمح بذلك، وفي نفس الوقت يطالبوني بتوفير الكهرباء حتى يستطيعون البقاء في المنزل لمتابعة قنوات الأطفال ولتشغيل المراوح في ظل الحر الشديد. نحن في المنزل وكأننا نعيش في قبر، لا نستطيع التحرك وفي نفس الوقت لا نستطيع البقاء في المنزل، كما كان لوصول الكهرباء المحدود لمنزلنا أثر بالغ على حياتنا هذه الأيام، إذ لم نعد قادرين على التزود بالمياه، فكل يوم تصل مياه البلدية لمدة تتراوح بين ساعة لثلاثة ساعات، وتأتي دائما في وقت انقطاع الكهرباء، وبذلك يستحيل ضخها للخزانات على سقف المنزل، ونحن نواجه مشكلة حقيقية بسبب انقطاع المياه عن المنزل في الاستحمام والنظافة الشخصية، وفي غسل الأطباق وصحون الطعام، وفي غسل الملابس والتنظيف المنزلي عموماً. ويتطلب انتشار الجائحة مضاعفة جهود التنظيف الذاتي وليس خفضه، بالإضافة لذلك أن لدينا أطفال وهم بحاجة إلى تنظيف مستمر. وأيضاً هناك مشكلة كبيرة تتعلق بالروائح المنبعثة من الحمامات، كل هذا في الوقت الذي يطلب منا أن نبقى في المنزل دون مغادرته للحفاظ على أنفسنا من انتشار جائحة فايروس كورونا. بالنسبة لمياه الشرب فإننا نحصل عليها عبر شرائها وتعبئتها في خزانات مخصصة لذلك، وبسب انقطاع المياه فإننا نضطر إلى استخدام مياه الشرب في عمليات الغسيل والتنظيف وهو أمر مكلف للغاية ولا أقوى على الاستمرار به، أخشى أن يستمر هذا الوضع حيث أننا قمنا بتأجيل التنظيفات غير الملحة بالإضافة لتراكم الملابس المتسخة.