الأربعاء، 2 سبتمبر 2020

Lack of access to medication threatening the lives of patients under lockdown

A 25-year-old woman who underwent a kidney transplant spoke to Al Mezan about the struggle of accessing immunosuppressive drugs under lockdown:

 

“I’m divorced and I have a daughter, we live with my mother in her house in Al Alami area, near Kamal Odwan Hospital in Jabaliya, in North Gaza district. I’ve been in pain since 2015 and I have been on dialysis since 2018; I go four times a week. My health condition has worsened and my immunity has weakened. I had kidney transplant surgery on 21 July 2019 at Al Shifa Hospital in Gaza. Since then, I’ve been taking (Prograf, Mycophenolate, Tacrocel) medicines daily. Because these medicines are not available in public pharmacies, I have to go to Al Shifa hospital’s pharmacy to buy them. After the security services imposed a lockdown as a measure to limit the outbreak of COVID-19, I have difficulty in accessing the hospital to buy my medicines, especially that my immunity is weak and I would be in a real risk if I got infected with the virus.  I have no one to help me bring my medicines, my mother is disabled and my daughter is young. I walked to the hospital at 6:30 am on Thursday, 27 August 2020, and brought my medicines. I’m afraid that this situation will persist, especially that its challenging to maintain household hygiene as the electricity and water are almost n aon-existent. Personal and household hygiene is imperative for patients with chronic disease such as myself to maintain the highest possible level of immunity.”


عندما يتحول الموت إلى أمنية

(ن، م) يبلغ من العمر (46 عاماً)، يعمل حارس أمن، لديه من الأبناء 6، ويعيل والديه، يتحدث حول أوضاعه المعيشية وبالأخص بعد انتشار فايروس كورونا في غزة. يقول بصوت في حشرجة، بالكاد أستطيع توفير المتطلبات اليومية لأسرتي، من راتبي الذي أتقاضاه كل 40 يوم تقريباً، ولا يتجاوز 1000 شيكل. يواصل أنا إنسان بسيط، أسكن في محافظة شمال غزة، وأعمل حارساً على إحدى المقار الحكومية في مدينة غزة، إبني الكبير في الجامعة، وزوجتي مريضة، وتعاني من فقدان البصر في إحدى عينيها، والعين الأخرى لا ترى فيها بشكل جيد، وتحتاج يومياً لمراهم ومسيلات دم كنت أصرفها من عيادة وكالة الغوث، وفي بعض الأحيان من عيادة الحكومة، وفي أحيان أخرى كنت أشتريها على حسابي الخاص. تعيش معي والدتي وتبلغ من العمر (82 عاماً)، وتعاني من أمراض ضغط الدم، والسكر، والكلى، وتحتاج بشكل يومي لأدويتها، التي أشتري جزءاً منها في بعض الأحيان على حسابي.

الناس تنظر لي كموظف يتقاضى راتباً، ولكن في الحقيقة أنا بالكاد أستطيع العيش، لقد جعلت ابني الكبير يوقف فصله الدراسي لأني لا أملك المال لتسديد الرسوم الجامعية، أشتري الأدوية الأرخص لوالدتي وزوجتي، لا نتناول اللحوم إلا مرة شهرياً، لا يستقل أولادي سيارات الأجرة عندما يخرجون بل يسيرون على أقدامهم لكي نوفر ثمن المواصلات. ولاتستطيع زوجتي أن تخبز في المنزل لأنها بسبب ضعف بصرها، وفي الوقت نفسه لا أستطيع شراء الخبز من المخبز، فأقوم أنا بإعداد الخبز في المنزل، نشرب في المنزل من المياه التي تصل من البلدية، ولا أشتري المياه المفلترة. أسلك طريقاً طويلة عند العودة لمنزلي حتى لا يراني صاحب الدكان، الذي تراكمت ديوني عنده حتى وصلت (4000) شيقل. بعد إعلان تفشي جائحة كورونا في غزة، ومنعت على إثره الحركة في القطاع، ازدادت الأمور سوءاً، أنا أذهب يومياً إلى عملي وأرجع إلى منزلي سيراً على الأقدام، أسير مسافة 16 كيلو متر تقريباً من مكان عملي في مدينة غزة إلى مسكني في الشمال. واليوم في ظل الإغلاق أنا مجبر على شراء العلاجات الطبية كافة لزوجتي ولأمي على حسابي. لا أستطيع شراء المياه المفلترة والتي تلزم للحفاظ على الصحة والنظافة في ظل تفشي كورونا، لا نأكل هذه الأيام سوى الخبز وقليل من الزعتر بدون زيت. منذ يومين اتصلت بي أختي، التي تعاني من وضع معيشي صعب، تريد أن تستدين مني مبلغ 20 شيكل، لم تكن معي، وقلت لها والله لا أملكها، ولا يوجد في المنزل سوى 4 شواقل. أنهيت مكالمتها وجلست بعدها أبكي وحدي في غرفتي، اضطررت إلى بيع جهازي الخلوي لأستطيع تدبر أمور، وأخذت بدلاً عنه جهاز زوجتي، وهو الآن أيضاً معروض للبيع، ولا يوجد شيء آخر أبيعه بعدها. لا أعرف إلى متى سيستمر هذا الحال، ولكني أتمنى الموت كل يوم.


أصحاب المشاريع الصغيرة والخوف من المجهول


(ع. ص) (31 عام) مالكة ومديرة لروضة غرب خان يونس، وتعتبر الروضة بمثابة مصدر الدخل الوحيد ل 5 عائلات من العاملين فيها على الرغم من سوء الأوضاع الاقتصادية وضعف المردود المالي في الأوقات العادية قبل تفشي جائحة كورونا في قطاع غزة. تقول مدير الروضة، في منتصف شهر مارس الماضي من العام الحالي ومع الإعلان عن بداية انتشار الجائحة عالمياً، تعاملنا مع قرار الاغلاق في قطاع غزة بكل تفهم والتزام حفاظاً منا على السلامة العامة على الرغم من الخسائر الفادحة التي تحملناها على كاهلنا لتضاف إلى الأعباء التي نتحملها نتيجة الأوضاع السائدة. حاولنا الاستفاقة من هذه الحالة وتحاملنا على أنفسنا على أمل أن نتمكن في العام الدراسي الجديد أن نقوم بسداد الالتزامات التي تراكمت علينا وأهمها أجرة المكان الذي يجب تسديده بغض النظر عن الأوضاع القائمة، كانت حالة من التفاؤل الشديد تنتابني، وعززها الإقبال الكبير من الأهالي لتسجيل أبنائهم، إلا أننا تلقينا خبر الإغلاق للمرة الثانية بتاريخ 24/8/2020، بصدمة كبيرة وخيبة أمل، فقد جاء قرار تعليق العمل بعد أسابيع فقط من افتتاح العام الدراسي ولم نكن جاهزين للإغلاق خاصة أننا لا زلنا غير قادرين على تسديد متأخرات المؤجر والتي بلغت حتى هذه اللحظة 3600 شيقلاً. ناهيك عن أوضاع العاملين في الروضة المادية الصعبة. أما الآن فنحن لا حول لنا ولا قوة وليس لدينا سوى الانتظار حتى تتضح الرؤية لدى المسئولين سواء باستمرار الإغلاق أو التعايش مع الوباء كما حدث في معظم دول العالم. أشعر بالقلق الشديد حيال الاستمرار بالإغلاق والذي من الممكن أن يؤدي لخسارة فادحة تؤدي بدورها لإغلاق المشروع بشكل نهائي، اتمنى ألا نصل لتلك المرحلة وأن تنحصر الجائحة في القريب العاجل.

حياة الأطفال المرضى على المحك


يعاني الطفل (ع.ع)، البالغ من (9 أعوام) من مرض سيولة الدم، وهو مرض لازمه منذ عامه الأول، ويتابع والديه حالته لدى أحد الأطباء في غزة، ويصرف له علاج  فاكتور (500-1000 مل)، وتتغير نسبة قوة الدواء وجرعته بحسب حالته في كل مرة قبل صرف الدواء. يقول والده ومسحة حزن تطغى على صوته: منذ بدء تفشي فايروس كورونا في قطاع غزة والإعلان عن الإغلاق مساء الاثنين الموافق 24/8/2020، لم يحصل ابني على علاجه، أخذته وتوجت إلى مستشفيات أبو يوسف النجار في رفح، ومستشفى ناصر ومستشفى الهلال في خان يونس، ولم نحصل على العلاج، حياة ابني أصبحت مهددة وهي رهن بتوفر الدواء.

وتزداد الخطورة في ظل تفشي الجائحة التي تطال بصورة أساسية أصحاب الأمراض المختلفة والذين يعانون من نقص في المناعة، وحالة الطفل (ع.ع)، كحالة آلاف الأطفال المرضى ممن يحتاجون للعلاج، ولم يستطيعوا الحصول عليه نظراً إلى مشكلة نقص الأدوية المزمنة في قطاع غزة والتي تفاقمت مع انتشار الجائحة وما فرضته من تداعيات، ما يعرض مئات الأطفال لخطرحقيقي.

Children’s quality of life amidst shortage of water and electricity


A.T. a 25-year-old man from North Gaza district spoke to Al Mezan about his family’s struggle with electricity and water shortages:

“I live with 10 family members, five of them are children, in a three-storey building near Baitona association in Al Twam area, west of Jabaliya in North Gaza district. Since, Tuesday, 18 August 2020, the availability of electricity has declined from eight hours per day to only four hours. Since then, our suffering has exacerbated, mainly because of the hot summer weather. Following the Palestinian Ministry of Health’s announcement on Monday, 24 August 2020, of the first cases of COVID-19 infections outside the quarantine designated locations, the security services have imposed a full lockdown on the Gaza Strip. My children are neither able to play outside nor able to pass the time comfortably at home.

Our life now is like living in a grave, get out due to the lockdown and can’t stay in due heat. Additionally, the electricity crisis has created severe water shortages; the municipal water is only available for one to three hours per day, which mostly coincide with power outages therefore it’s impossible to pump up to the roof where water tanks are placed. We cannot bathe, wash the dishes, do the laundry or clean the house due to the lack of water. The current COVID-19 restrictions are putting heavier burden on our shoulders as it requires additional hygiene measures that are too difficult to maintain without water. The foul odor from bathrooms and the poor hygiene capacities in such a weather are unbearable. On top of all this, we have to stay at our homes to avoid contracting the virus. We sometimes resort to using drinking water in cleaning but it’s very costly. I fear this situation lasting for long as we have already postponed household cleaning chores and the dirty laundry is piling up.”

الفقراء قد يفقدون حياتهم بدون مساندة اقتصادية واجتماعية


وحول معاناة المواطنين جراء الأوضاع الإنسانية المتدهورة وتوقفهم عن العمل في ظل انتشار فايروس كورونا، يقول المواطن (ج. س)، (35 عاما): أسكن في دير البلح، في المنطقة الوسطى، متزوج وأب لطفلين، وأعمل سائق أجرة، في ظل انقطاع التيار الكهربائي لحوالي 16 ساعة يوميا ووصولها أقل من 4 ساعات، ظهرت مشكلة أخطر وهي أزمة المياه.  وتصل مياه البلدية في منطقة سكني كل ثلاثة أيام مرة واحدة، ويتم وصلها لحوالي ساعتين أو ثلاثة في أحسن الأحوال، ويكون ضغط المياه ضعيف جداً. وفي بعض الأحيان يتم توصيل المياه في الخطوط الرئيسية في ساعات انقطاع التيار الكهربائي، مما يجعل توصيل المياه إلى الخزان العلوي أمراً مستحيلاً، ووصول المياه في هذه الأحيان يكون دون فائدة فأضطر لتعبئة الأواني الكبيرة المتوفرة في المنزل حتى أستطيع أن استخدمها عند اللزوم. وخلال الأيام السابقة نفذت المياه من خزاناتي، وانقطعت المياه عن المنزل لمدة يومين كاملين، ولم أتمكن بسبب الأوضاع المادية من شراء المياه العذبة كبديل لمياه البلدية ووضعها في الخزانات كي أعوض فترة الانقطاع. هذا بالإضافة إلى أن مياه البلدية هي عبارة عن مياه شديدة الملوحة ولا تصلح للشرب، ولا أستطيع أن أوفر المياه العذبة لبيتيز وأعاني من وضع كارثي حيث أنني أعمل على سيارة أجرة يملكها أحد المواطنين من سكان مدينة غزة كأجير، وأنفق على أسرتي من دخلها وهي مصدر دخلي الوحيد. ويتراوح متوسط دخلي اليومي بين 20 و25 شيكل تقريباً، وأحاول أن ألبي فيها احتياجات منزلي وأطفالي، وهي بالكاد تكفي لتلبية الحاجات الأساسية فقط. ومنذ مساء الاثنين الموافق 24/8/2020 أعلنت وزارة الداخلية عن منع وحظر التجول والالتزام بالمنازل بسبب تفشي فايروس كورونا، مما أفقدني عملي ومصدر دخلي الوحيد، لم أستطع العمل، وفقدت الدخل اليومي الذي كنت أوفر منه احتياجاتي واحتياجات أطفالي. ومنذ إعلان الحظر لم أتلقَ أي مساعدة من أي جهة حكومية أو أهلية، وبدأت مقومات الحياة في منزلي بالنفاذ، ولا أعلم كيف سأقوم بتوفير احتياجات المنزل الأساسية خلال الأيام القادمة  في حال استمر الإغلاق، لذا أطالب الجهات الرسمية والحكومية والمؤسسات الأهلية أن تعمل لحل الأزمات التي يمر بها سكان قطاع غزة، وبالأخص أصحاب الأعمال اليومية.

عندما يجتمع البلاء على الفقراء كورونا والإغلاق


وحول فقدان أحد سائقي الأجرة لمصدر رزقه، يتحدث المواطن (ر. م) ويبلغ من العمر (38 عاماً): أسكن في مخيم جباليا في محافظة شمال غزة، متزوج وأعيش مع أسرتي المكونة من 7 أفراد، وأعمل سائق تاكسي منذ عام 2000، وهو مصدر دخلي الوحيد، وبعد قيام وزارة الداخلية بفرض الحظر وإغلاق الطرق بين المحافظات وذلك بسبب جائحة كرونا، توقف عملي بسبب إغلاق الطرقات وفرض حضر التجول وصدور تعليمات من جهاز شرطة المرور بمخالفة كل سيارة تتحرك بدون مبرر بمبلغ وقدره 6000 شيكل، ما أدى إلى قطع مصدر دخلي الوحيد. لم أعد قادرا على تأمين المأكل والمشرب لأسرتي، و تسديد ديون صاحب البقالة القريبة من المنزل ولا صاحب محل الخضروات، حتي طفلي الصغير محمد لم أعد قادر على تأمين جهاز تبخيرة له لأنه يعاني من مرض الأزمة الصدرية، وكما يعلم الجميع أننا نحن سائقي الأجرة، نعيش كل يوم بيومه، بحيث إذا لم نعمل ليوم واحد لا نأكل. والآن لايوجد لدينا في المنزل أي طعام، ولا أستطيع تدبر أموري واحتياجات أطفالي الصغار، ولا أملك مالا لشحن بطاقة عداد الكهرباء مسبق الدفع، يعني حتى إذا توفرت الكهرباء لثلاث أو أربع ساعات فأنا لا أستفيد منها، ولا أدري كيف سأشتري غاز الطهي إذا نفذ.

الفقر والإغلاق يهددان حياة كبار السن من المرضى

وحول كبار السن أصحاب الأمراض المزمنة، يتحدث المواطن (س. ن)، ويبلغ من العمر (40 عاماً) حول معاناتهم: أسكن في مخيم المغازي في المحافظة الوسطى، في مساء يوم الاثنين الموافق 24/08/2020، بعد أن أعلنت وزارة الصحة عن اكتشاف حالات مصابة بفيروس كورونا من مخيم المغازي، أغلقت وزارة الداخلية منافذ مخيم المغازي وفرضت حظر التجول. وإثر ذلك أغلقت المحلات والأسواق بما في ذلك المؤسسات الرسمية والدولية، وأُغلقت عيادة المغازي التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين. وتزامن الإغلاق مع مواعيد صرف الأدوية الخاصة بذوي الأمراض المزمنة، حيث أن والدي ويبلغ من العمر (71عاماً) يعاني من مرض ضغط الدم المزمن، ووالدتي وتبلغ من العمر(65 عاماً)، تعاني من مرض ضغط الدم والسكري، وهم مرضى منذ 15 عاماً ولديهم ملفات وسجلات مرضية في وكالة الغوث-عيادة المغازي، ويتلقون العلاج بشكل شهري من العيادة ولم نحصل على الأدوية. بدأت أشعر بالقلق على والداي، خاصة وأن التجول ممنوع، وحتى إن استطعت الوصول إلى إحدى الصيديليات، فأنا لا أمتلك المال لشراء الدواء، فوضعنا المالي صعب للغاية، وحاولت الاتصال عدة مرات على خط الطوارئ الساخن لمتابعة استفسارات المواطنين وتبليغ وزارة الصحة بحاجتنا، ولكن كان خط الهاتف دائماً مشغول، وأنا أطالب الجميع من هيآت حكومية ووكالة الغوث والمؤسسات الدولية الأخرى التدخل العاجل بتوفير العلاج لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة دون تأخير للحفاظ على حياتهم.


الإغلاق التام يضاعف من معاناة مرضى الكلى ويهدد حياتهم

وحول مريض آخر من مرضى الكلى، تحدث المواطن (ع. ض)، (32 عاماً)، لباحث المركز:  أعيش في أسرة مكونة من 11 فرداً ولا أعمل بسبب وضعي الصحي، حيث أعاني منذ عام 2010، من الفشل الكلوي، بتاريخ 5/5/2018، أجريت أول عملية غسيل كلى لي داخل مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة. ومنذ ذلك التاريخ بدأ وضعي الصحي يزداد سوءاً، مما اضطر الأطباء إلي تكثيف عمليات الغسيل التي كانت تصل إلى 4 مرات في الأسبوع الواحد. وبسبب فرض الحظر والإغلاق بعد الإعلان عن اكتشاف حالات مصابة بفايروس كورونا داخل المجتمع في قطاع غزة وفرض حظر التجوال، أعلنت وزارة الصحة عن تأمين سيارات إسعاف لنقل مرضى الكلى من منازلهم إلى المستشفيات، مما دفعني للتواصل مع وزارة الصحة والعديد من مراكز الخدمات الإسعافية ولكن دون جدوى، ما اضطرني إلى الذهاب إلى المستشفى من حي الشجاعية شرقاً إلى مستشفى الشفاء غرباً سيراً على الأقدام يوم الأربعاء الموافق 26/8/2020، لتلقي العلاج. كنت لا أقوى على المشي، وشعرت بأنني سأسقط على الأرض، وفي اليوم التالي قام فاعل خير بإيصالي لتلقي العلاج، ولا أعرف كيف سأذهب لتلقي العلاج خلال الأيام القادمة خاصة وأن المشي أثر على صحتي، وأنا أنتظر الآن حلاً لمشكلتي التي قد أخسر بسببها حياتي.

الحصول على الدواء قد يكلف بعض المرضى حياتهم


(ن. ف)، (25 عاماً)، وهي إحدى مريضات الكلى، تتحدث حول معاناتها في الحصول على العلاج في ظل انتشار جائحة كورونا: أنا مطلقة ولدي طفلة، تعيش معي، ونحن نعيش مع والدتي في منزلها في منطقة العلمي قرب مستشفى كمال عدوان في مخيم جباليا بمحافظة شمال غزة. عانيت من آلام في الكلى منذ العام 2015، وأصبحت أغسل الكلى أربع مرات في الأسبوع منذ عام 2018، وتدهورت حالتي الصحية وأصبحت مناعتي ضعيفة جداً. بعد ذلك أجريت عملية زراعة كلى بتاريخ 21/7/2019 في مستشفى الشفاء بمدينة غزة. منذ ذلك الوقت وضمن علاجي يجب أن أتناول مجموعة من الأدوية بشكل يومي وهي ((Prograf, Mycophenolate, Tacrocel. ولعدم توفر هذه الأدوية في الصيدليات العامة فإنني أتوجه بشكل شهري إلى صيدلية مستشفى الشفاء في مدينة غزة للحصول على هذه الأدوية. وبعد أن أعلنت وزارة الصحة حالة الطوارئ مساء يوم الاثنين الموافق 24/8/2020، إثر انتشار جائحة فايروس كورونا وسط السكان في قطاع غزة، فرض حظر التجوال وتوقفت المواصلات العامة ومنعت السيارات من نقل الركاب. وتصادف ذلك مع نفاذ كمية الدواء المخصصة لهذا الشهر، ما أجبرني على التوجه إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة للحصول على الأدوية. وبسبب أن والدتي مقعدة وطفلتي ما تزال صغيرة، حاولت التواصل مع عدة جهات صحية وشرطية أن تساعدني في إحضار الدواء إلى منزلي، خصوصاً وأن مناعتي الصحية ضعيفة، وأصبحت خائفة جداً على حياتي وعلى مستقبل ابنتي الوحيدة إذا لم أبقى على قيد الحياة، واضطررت أن أتوجه مشياً على الأقدام، عند حوالي الساعة 6:30 من صباح يوم الخميس الموافق 27/8/2020، إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة، وأخشى في الحقيقة أن يستمر الوضع على هذا الحال في المستقبل، خاصة وأن متطلبات النظافة المنزلية أيضاً شحيحة كالمياه والكهرباء، التي نكاد لا نراهما في المنزل بعد تقليص عدد ساعات الكهرباء، وكل ذلك مهم للحفاظ على مناعتي في أعلى مستوى، خاصة وأننا نحن أصحاب الأمراض المزمنة في أشد الحاجة إلى توفر النظافة الدائمة الجسدية وفي المكان المحيط.

الأطفال وجحيم الحياة في ظل انقطاع الكهرباء والمياه

 وحول نقص إمدادات الكهرباء والمياه، يقول المواطن (إ. ت) (25 عاماً): أسكن مع أسرتي المكونة من 10 أفراد، من بينهم 5 أطفال، في منزل مكون من ثلاثة طوابق بالقرب من جمعية بيتنا في منطقة التوام غرب جباليا في محافظة شمال غزة. منذ صباح يوم الثلاثاء الموافق 18/8/2020، تقلّصت عدد ساعات وصل الكهرباء من جدول (8 ساعات وصل - 8 ساعات قطع) إلى جدول(4 ساعات وصل- 16 ساعة قطع)، ما فاقم من معاناة أفراد الأسرة، لاسيما في ظل فصل الصيف الحار. وكانت الأجواء سابقاً وفي ظل جدول 8 ساعات لا تطاق خاصة ونحن في فصل الصيف، وكيف وهي الآن 4 ساعات وأقل، مقابل 16 ساعة قطع، وبعد أن أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عبر مؤتمر صحفي  مساء يوم الاثنين الموافق 24/8/2020، عن تفعيل خطة الطوارئ الخاصة بمكافحة جائحة كورونا بعد اكتشاف حالات إصابة بالفايروس خارج الحجر الصحي في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، وأعلنت الأجهزة الأمنية عن فرض حظر التجوّل على سكان قطاع غزة، ومنعت السكان والمركبات من التنقل بين المحافظات. تفاقمت مشاكلنا، بحيث يطلب الأطفال دائماً النزول إلى الشارع وأنا لا أسمح بذلك، وفي نفس الوقت يطالبوني بتوفير الكهرباء حتى يستطيعون البقاء في المنزل لمتابعة قنوات الأطفال ولتشغيل المراوح في ظل الحر الشديد. نحن في المنزل وكأننا نعيش في قبر، لا نستطيع التحرك وفي نفس الوقت لا نستطيع البقاء في المنزل، كما كان لوصول الكهرباء المحدود لمنزلنا أثر بالغ على حياتنا هذه الأيام، إذ لم نعد قادرين على التزود بالمياه، فكل يوم تصل مياه البلدية لمدة تتراوح بين ساعة لثلاثة ساعات، وتأتي دائما في وقت انقطاع الكهرباء، وبذلك يستحيل ضخها للخزانات على سقف المنزل، ونحن نواجه مشكلة حقيقية بسبب انقطاع المياه عن المنزل في الاستحمام والنظافة الشخصية، وفي غسل الأطباق وصحون الطعام، وفي غسل الملابس والتنظيف المنزلي عموماً. ويتطلب انتشار الجائحة مضاعفة جهود التنظيف الذاتي وليس خفضه، بالإضافة لذلك أن لدينا أطفال وهم بحاجة إلى تنظيف مستمر. وأيضاً هناك مشكلة كبيرة تتعلق بالروائح المنبعثة من الحمامات، كل هذا في الوقت الذي يطلب منا أن نبقى في المنزل دون مغادرته للحفاظ على أنفسنا من انتشار جائحة فايروس كورونا. بالنسبة لمياه الشرب فإننا نحصل عليها عبر شرائها وتعبئتها في خزانات مخصصة لذلك، وبسب انقطاع المياه فإننا نضطر إلى استخدام مياه الشرب في عمليات الغسيل والتنظيف وهو أمر مكلف للغاية ولا أقوى على الاستمرار به، أخشى أن يستمر هذا الوضع حيث أننا قمنا بتأجيل التنظيفات غير الملحة بالإضافة لتراكم الملابس المتسخة.