تحدث أحد مرضى الكلى عن تجربة أسرته داخل أحد مراكز العزل الصحي بما فيهم أطفاله الثلاثة والذي يعاني اثنان منهم من إعاقة دماغية (التأخر):
"بعد الإعلان عن ظهور حالات كورونا خارج أماكن العزل في قطاع غزة، يوم الثلاثاء الموافق 24/8/2020، تبين أن زوجة أخي مصابة، شعرت كأن الأرض تميد من تحتي فقد كنا قبل يومين في فرح وكانت زوجتي معها، تملكني خوف جنوني على أولادي المعاقين وماذا سيحدث لو كانت زوجتي مصابة. ترددت كثيراً في الإبلاغ عن شبهة إصابة زوجتي بمرض كورونا، ولكن بعد إصرار الجميع وخوفا على أولادي قمت بالاتصال على الطب الوقائي، وبالفعل تم أخذ عينة مني ومن زوجتي وأولادي وكانت النتيجة إيجابية، عدا ابني (س) كانت نتيجته سلبية، وتم إبلاغي بنقلنا إلى مركز العزل الصحي مع عائلتي باستثناء ابني (س) الذي يعاني من اعاقه دماغية، ولكني رفضت، لأنه لا يوجد من يستطيع تلبية احتياجاته الخاصة. وراسلت وزارة الصحة بكتاب أعلن فيه تحمل مسئولية اصطحاب ابني الذي يعاني من إعاقة وهو غير مصاب بالفايروس معنا للعزل الصحي، ووافقت الوزارة على ذلك، ونقلنا جميعاً إلى مركز العزل الصحي" دير البلح" يوم الخميس الموافق 3 سبتمبر 2020، وهو عبارة عن ثلاثة كرافانات متلاصقة على شكل حرف U وفي المنتصف ساحة صغيرة، محاطة بسياج، ونحن في المكان ثمانية أفراد خمسة منهم أسرتي، وثلاثة هن أخوات زوجتي.
وصلنا مكان العزل ولم يتوفر فيه سوى المستلزمات العادية كفراش وأغطية، لم يكن هناك أدوات للتعقيم أو التنظيف، ولا مسكنات الصداع المرافق للمرض أو فيتامينات لتعزيز المناعة، وهي غير متوفرة بشكل مناسب حتى الآن، وفي حالة إصرارنا عليهم يتم توفير الأكامول لنا. كما أنني بحاجه لرعاية صحية خاصة كوني مريض بالكلى، ولكنني لم أتلقاها. ومنذ دخولي العزل تلقيت اتصالاً هاتفياً من طبيب سألني عن وضعي الصحي بسبب مرضي بالكلى. كما زارنا طبيب لمرة واحدة، استفسر خلالها حول الأعراض التي نشعر بها فقط. وبالنسبة للطعام في بداية العزل لم يكن منتظم وكانت الكميات غير كافية، أما الآن فأصبح يتوفر بشكل يومي ثلاثة وجبات في فترات محددة. وتكمن مشكلتي في خصوصية حالة أطفالي المصابين بالإعاقة الدماغية وعدم قدرتهم على الاحساس بالشبع، وطلبهم الدائم للأكل. تواصلت مع إدارة مركز العزل، وأبلغتهم بضرورة زيادة عدد الوجبات للأطفال المرضى، فلبوا هذا الطلب لنا. كما يخلو العزل من ألعاب الأطفال التي تتيح تفريغ ما لديهم من طاقة، وقضاء الوقت داخل المكان.
أنا أواجه تحدي صعب مع مرضي وانتظام علاجي ومع حالة أطفالي الخاصة، الذين يعانون من فرط في الحركة واضطرابات في الاحساس والمشاعر، وتغيير المكان وضيقه والحرارة الشديدة، أثرت عليهم وجعلت عصبيتهم زائدة وحركتهم مفرطة وصراخهم شبه متواصل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق